الثلاثاء، 23 يونيو 2015

وقفات حول مؤتمرات وندوات تدبر القرآن الكريم

احتضنت عدد من الدول الشقيقة مؤتمرات عن تدبر القرآن الكريم، وعقدت ندوات حول ذات الموضوع وفي ظني أنّها مؤتمرات وندوات في غاية الأهمية، وفّق القائمون عليها بإخراجها بالشكل المرضي .

ولدي حولها بعض الآراء والتساؤلات :


1/ يجب أن يعتمد القائمون على مثل هذه المؤتمرات تعريفاً دقيقاً جامعاً مانعاً للتدبر، يُمايز بينه وبين : التفسير والاستنباط والاستدلال والتفكر . وأن يضمن هذا التعريف في توصيات المؤتمرات وبحوثه المنشورة .

2/ من المهم أن يبرز بشكل علمي مؤصل شروط التدبر ، ومن يملك أهليته .

3/ كما يلزم وضع ضوابط تفصيلية لمن يريد التدبر ، حتى لا يختلط بغيره من طرق الاستنباط الباطلة، فلا بُد أن توضح الفروق بينه وبين "التفسير اﻹشاري" و "التفسير العلمي" .


4/ إزالة اللبس الذي قد يرد بين من يريد التدبر وما يطلقه أصحاب التيارات المنحرفة من المطالبة بـ "إعادة قراءة النص"، أو "النص واحد والتفسير متجدد" .


5/ وفي ذات السياق ما علاقة التدبر بالدعوات الآثمة لنبذ كتب التراث وخاصة كتب التفسير والحديث وهل يتقاطع معها؟ .


6 / آمل أن يركز الإخوة المتحدثون في مثل هذه المؤتمرات والندوات على أهمية تفسير السلف الصالح -رضوان الله عليهم-  وضرورة الرجوع له ، وأهمية المعرفة الواسعة بلغة العرب ومناحيهم في الكلام قبل التدبر.


7/ من المهم التفريق بين العالم القدوة الذي يريد التدبر له ولعامة المسلمين، وبين المتعلم الذي يريد التدبر لنفسه فقط.


8/ ينبغي أن يكون لدينا إجابات لمثل هذه الأسئلة عند عقد مثل هذه المؤتمرات 

ما موقف المؤتمر ؟ وما خطته ؟ من تأملات و"تدبرات" بعض المتحمسين للدعوة من غير المتخصصين في العلم الشرعي كالأطباء والمهندسين والمحامين والتي جانبوا في بعضها الصواب.


ختاماً .. أزجي وافر شكري وتقديري لأصحاب الريادة في إقامة هذه المؤتمرات التي تلامس هموم المسلمين وتطلعاتهم في مثل هذا الزمن الذي يموج بالفتن ، مُتمنياً أن تحقق أهدافها المنشودة، سائلاً الله –عزّ وجل- أنّ يُكلل جهود أصحابها بالنجاح، وأنّ يجعل هذا الأعمال الجليلة باكورة لأعمال أخرى تُساميه في الأفكار والأهداف.



كتبهـا: أ.د. ناصر بن محمد المنيع
‏‏أستاذ الدراسات القرآنية بكلية التربية في جامعة الملك سعود


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق