الجمعة، 24 يوليو 2015

تحقيق نسبة كتاب "الوجوه والنظائر" إلى هارون بن موسى العَتَكي الأعور

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:


فإن علم الوجوه والنظائر ([1]) من علوم القرآن المهمة النافعة التي تبين لنا شيئا من إعجاز القرآن الكريم ، وتظهر جوانب من عظمته وعلوه على سائر الكلام ، وهو يُعنى ببيان المفردة القرآنية ، وتغير معانيها وأحوالها في القرآن الكريم . ولذلك اعتنى به العلماء ؛ وصنفوا فيه ، وجمعوا الألفاظ "النظائر" ، ورتبوها على حروف المعجم ، وأوردوا تحتها معانيها المختلفة "الوجوه".

وقد بدأ التأليف في هذا الفن قديما. وأحسب أن أول من ألف فيه هو مقاتل بن سليمان البلخي (ت 150هـ) ([2]) الذي ألف كتابا باسم "الوجوه والنظائر" ([3]) ؛ ثم توالى بعد ذلك التأليف في هذا الفن وتوسع ، وقد خرجت ولله الحمد أكثر كتبه ([4]).

ومن الكتب التي خرجت منذ أمد ليس بالقريب كتاب "الوجوه والنظائر" ([5]) ، ونُسب إلى هارون بن موسى العَتَكي ([6]) الأعور ([7]) البصري ثم البغدادي المتوفى في حدود سنة (170هـ ) ([8]) . 


الثلاثاء، 14 يوليو 2015

المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين عند الحافظ ابن حجر -دراسة ونقد -

إن التدليس في الحديث موضوع مهم ، وباب شائك دقيق، وله علاقة وطيدة، وارتباط وثيق بأهم علوم الحديث، وهي: علم المصطلح، وعلم الرجال ، وعلم العلل. والمدلسون من الرواة متفاوتون ليسوا على درجة واحدة في التدليس، ولا يمكن وضعهم في مرتبة واحدة؛ لذلك قام الحافظ ابن حجر في كتابة الحافل "تعريف أهل التقديس" بتقسيمهم إلى مراتب خمس، وكانت أهم هذه المراتب، وأكثرها رجالاً هي المرتبة الثالثة، وهي تحتاج إلى مزيد عناية وبحث في تعريفها، وتحديدها، وبيان ضابطها، ومن يستحقها من الرواة .