الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فإن علم الوجوه والنظائر ([1]) من علوم القرآن المهمة النافعة التي تبين لنا شيئا من إعجاز القرآن الكريم ، وتظهر جوانب من عظمته وعلوه على سائر الكلام ، وهو يُعنى ببيان المفردة القرآنية ، وتغير معانيها وأحوالها في القرآن الكريم . ولذلك اعتنى به العلماء ؛ وصنفوا فيه ، وجمعوا الألفاظ "النظائر" ، ورتبوها على حروف المعجم ، وأوردوا تحتها معانيها المختلفة "الوجوه".
وقد بدأ التأليف في هذا الفن قديما. وأحسب أن أول من ألف فيه هو مقاتل بن سليمان البلخي (ت 150هـ) ([2]) الذي ألف كتابا باسم "الوجوه والنظائر" ([3]) ؛ ثم توالى بعد ذلك التأليف في هذا الفن وتوسع ، وقد خرجت ولله الحمد أكثر كتبه ([4]).
ومن الكتب التي خرجت منذ أمد ليس بالقريب كتاب "الوجوه والنظائر" ([5]) ، ونُسب إلى هارون بن موسى العَتَكي ([6]) الأعور ([7]) البصري ثم البغدادي المتوفى في حدود سنة (170هـ ) ([8]) .